عقب اعتقال الأحرار ونفيهم إلى "حجة" عاصمة السجون اليمنية
هوت ِالصواعقُ وأرتمى الإعصار فتفجرت من جانبيه النـارُ
فتدافعت كتلاً على صهواتها البركانُ والمهلكات والأخطــارُ
فركبتموها باسمين كأنـها فُرشت لكم في متنها الأزهارُ
عبس الهلاكُ لكم فلم تخشو له بأساً ولم تخشع لكم أبصارُ
ومشيتمُ شم الأنوف كأنكم قدرٌ تهاب لقاءه الأقـدارُ
تتبسمون إلى المنون كأنمـا خبأت لكم في طيها أعمـارُ
سرتم فأرجفت الشوامخ روعةً منكم وغضَّ هديره الزخارُ
وعنتْ ذكآء كأن كلاً منكم ناهٍ على ما تحتها أمــارُ
سيروا وحسبكمُ فخاراً أنكم في وجه طاغية الورى ثوارُ بيضُ الوجوهِ من العفاف كأنما ذابت على صفحاتها أقمارُ
لاتملكون سوى نفوس ملؤها بأسٌ وعزمٌ صادقٌ وفخـارُ
أبتِ التصعلكَ والرضوخ فلم يطق إخضاعها طاغٍ ولا جبّارُ
تأبى الكرامة أن يطأطأ ربها رأساً وإن صبـت عليه النارُ
مهجٌ بها سمتِ الكرامةُ والحجى وسمى بها إيمانها الفّـوارُ
ربيت بأحضان الملائك وأغتذت بالبرقِ واعتصرت لها الأنوارُ
فكأنهن صواعقٌ مكتـــوبةٌ فيكم يغالبها حجى ووقارُ
سيروا وما الأغلال في أعناقكمُ إلاَّ لمجدكم العظيم شعـارُ
أو أنها سبح الطهارة والتُّقى سلكت بها ملائك أطهارُ
ما العار في لبس الحديد وقاية للعرض إذ يمشي إليه صغارُ
ما العار إلاَّ أن يُرى لكم على ضيم القساة العابثين قرارُ
والسجن أشرف من تنسم جيفةٍ نفح الخنا من جوفها والعـارُ
وسيعرف التاريخ أن ورائكم من لاينام بجانبيه الثـــارُ
سيكون هذا المُلك قيمة هامكم إن حطمت أوفى عليه دمارُ
ينهارُ ما انهارت ويبقى ما بقت إذ أنها في أُسِّهِ أحجـارُ
ولهــامكم أغلى وأرفع قيمة من أن يُقــاس لها به مقدارُ
ياجيفة التاريخ هل من حفرةٍ تؤويكَ إذ سئمتك هذي الدارُ
أم أن ظهرُ الأرضِ أنذرَ بطنها أن احتوائك سبُّةٌ وشنــارُ
أم أن عزرائيل يأنفُ أن تدنس كفه من روحك الأقــــذارُ
ماذا ترى لك من عتاد بعدهم سقط المـتاع وعرشك المنهارُ
|