بعد نفي الأحرار إلى حجة عام 1944
فجِّر الأرض مارجاً من جحيمِ ودعِ الكـون غارقاً في الحميمِ
وتنفس صواعقاً وخذ البـــر ق حسامـاً وأهدم بناء النجومِ
واملأ الأرض من زئيرك رعداً واروها بالسـعير واليحمومِ
واسجق الراسيات والشم سحقاً واذرها في الفضاء ذرو الهشيمِ
وانفتِ السم في التــراب وفي الماء وفي الشمس والهوا والنسيمِ
وانفخِ الصور وأت بالحشر وانسف هذه الكائنات نسف الرجيمِ
وافتـحِ النار إن قــدرتَ ولن تقدر واصهر بها طباق السديمِ
ومن الجمر ضـع قيوداً وخذ جيشــك من كل ماردٍ ورجيمِ
واجعلِ الموت في يمينك سوطاً واعمرِ السجن في سواء الجحيمِ
وأبكِ للإنجليز وأضرع إليهم كي يشدُّوا من أزرك المقصـومِ
وأتِ بالمعجزات من عهد عيسى واطلعِ الشمس في ظلام العتيمِ
واقتلِ الفضـل والكرامة والنبل ونكِّـــل بكل شمٍ كـريمِ
لست تلقى في أي شيئٍ محيصاً أو نجــاة من المصير الوخيمِ
*****
ليس فيما أتيته أيَّ معنى غير معنى الدمار والتحطيمِ
غير معنى الصغار، واللؤم، والحطة، والخبث، والخلاق الذميــمَ
غير معنى الإفلاس من رحمة الله وتمزيق عهـدك المزعــــومِ
ليس في العنـفِ والتجـبر مايكفل ترميــم عرشك المحطـومِ
ليس في طاقة الفظاعة أن تمسح حرفاً من نحسـك المرقـــومِ
*****
أفقدتكَ القلوبَ والعرشَ والأمةَ والمُلكَ شهوةُ التأليـــــمِ
صعِّرِ الخدَّ وأمعنِ في الكبر و اشمخ و تبجح بملككَ الموهـــومِ
و ابنِ سجناً من الجرائم واخلقْ لكَ يوماً تبكي به كالفطيـمِ
وتُلاقي بِذِلَّــةٍ بصقة الشـا مت فيـه وصفـعة المظلومِ
*****
قُضِيَ الأمر فاستعـد للقيـا شوم يوم الخضوع والتسليمِ
أنتَ في قبضةِ الجرائمِ أعمى ويدُ الشعب منكَ في الحلقــومِ
ستــوديه حقَّـهُ و ستـأتيهِ مقـوداً بأنفـك المرغـــومِ
وتُـرى ثـمَّ واقفـاً وقفـةَ الخـادم يـرعى أوامر المخـدومِ
للحساب العسير، للهـول، للنقمـة، للخــزي للجزاء الأليمِ
*****
دنتِ الساعةُ الرهيب فاخلـع عنكَ ثوبَ العناد والتصميمِ
لن يطيقَ الإرهابُ و الظلمُ أن ينسخَ شيئاً من هلكك المحتــومِ
لن تنال العروش بالجثث الكبرى و بالطيش والدمــاغ السقيمِ
والفواد الجبان كم خطرة الوهم وإدراك "حُمْرة" التنجيـــمِ
لا، ولا تُــوْدَعُ الـرقاب لكف جائع يشتهي الدماء أثيــمِ
يُدركُ المُلك بالفضيلة، بالأخلاق، بالعدل، بالفؤادِ الرحيـــمِ
بالدماغ السليم من عبث الغوغاء، ومن كيد كل وغدٍ زنيــمِ
وبنفـسٍ تطمنـت مـركزاً للـوحـي فيها، لا مهبطاً للنميمِ
*****
ليس يجديـكَ أن تطـوح بالأبـرار في هـــوة العناء المقيمِ
ظلمات السجون أشهى إليهم .. من تملٍّ في وجهك المشئــومِ
وَفَّهمْ واجـــبَ الجزاء على إفراطهم في الولاء والتعظيــمِ
أبهذا عـزَّزتَ مُلككَ بالقـوة؟ لا. بل طعنـــة في الصميمِ
فهمُ الملك، هم دعام قـواه هم أداة الإصـــلاح والترميـمِ
عبدوا قلبك الغليظ وأصبحت لديهم في رتبة الأقنـــــومِ
هم أقاموك بالجهود وبلا نْفُــس في كل يوم روع جسيــمِ
غير أن الجميل يُرعى لدى الشهمِ وينـسى لدى الوضيع اللئيـمِ
*****
وَيْكَ يامَنْ يروم أن يخبأ الشمَّ ويطغى على ضيـاء النجـــومِ
هُـمْ هُـمُ في البلاءِ و المحنـة السوداء كانوا أم ظلال النعيـمِ
كيف تقوى القيود أن تنزع المجـد عن الأيهم النبيـل العظيـمِ
"لن يطيق الحديد أن يطبع العا رَ على المارد الأشم الكريـمِ"
كيف تمحو مجداً عريقــاً لهم ممتزجـاً في دمائهم و اللحـومِ
فاغمدِ النصل في الفؤادِ و مت ميتة غيظٍ بسيفك المسمـــومِ
***** |