الأرقم
ألا لم تعد تُجدي لعل وربما
وما عاد يغنيني سوى اليأس منهما
سأمضي بإشراقي وحبي مسافرا
أيمم حيث الحب والصدق يمما
وأحضن أضوائي فرارا من الدجى
وأحمل أندائي هروبا من الضما
وأترك ساحا كنت أحببت تُربها
ولكنه حتى ضحاها تسمّما
يلوث رجس الكُرْه روانق زهرها
ويُحرِق فيها الزهر والخصب والنما
ومن كان فيها الصخر رق بوجهه
صخورا ومن كان الزجاج تحطما
وما رأت الأيام شرًا مؤدبا
ولا وجه سوءٍ بالحياء تلثما
ولم يمشِ فوق الأرض رجسٌ معطر
ولم تشهد الدنيا وباءً معقما
فيا وطني ما حيلتي إن تفزّعت
سكينة نفسي فيك أو بِتُ مؤلما
حببتك نهرا في وجودي وواحة
عليها الندى من كل غيم تلملما
وشئت بك العظيم فلم أجد
بسوحك من أصغى ولا من تعلما
أبَوا أن يحبوا واستمروا بكرههم
حريقا ومحقا وافدا من جهنما
وأبشع ما في كرههم أن كرههم
لئيمٌ فلم يحدث له أن تلوما
إذا جاورت نهري السباع وجدتني
أفارقه خوف المخالب مرغما
وأمشي على شطيه ألثم زهره
وأترك خلفي فيه للوحش مجثما
وما هو ذنب النهر إن أحدقت به
سباعٌ جعلن الشرب فيه محرما
فيارب روض ملؤه العطر والندى
قد احتضنت أعشابه الخضرِ أرقما
|