عرفت النوم في الأعين غمضا
قد عرفت النوم في الأعين غمضا
فلِما صار تحديقا مُمِضا
ليس للنفس حقوق أو عليها
حقوق أسهرتني كيف تُقضى
مضجعي المقضوض لا بأس فكم
مضجع مثلك بالهم أقضّا
عَزّ نومي وأنني في أمة
بعضها في نهمٍ يأكلُ بعضا
ويرى كل فريقٍ أنه
قدرٌ في الناسِ إبراما ونقضا
عربًا كنا وقد متنا
بعضنا بعضا دناءات وبغضا
وخيولُ الناس تجري
فوق أضلعنا تحطمنا شدا وركضا
هكذا سار بنا القبح إلى
طرق الأدغال في السوء وأفضى
ودخلنا غابة الأنياب
ليس بما يمليه غير الناس نرضى
طالت الألسن في أفواهنا
فحسبناها من القوة أمضى
واحتكرنا الرفض
حتى ليس للصدق أن يبدي لما نزعم رفضا
كم تشوهنا من الحقدِ وما
منه عوفينا ولا منا تقضى
مجدنا عاها تهُلو شفيت
لاقترضنا الحقد والعاهات قرضا
والشماتات بنا شامتةً
أننا زمرة أقزام ومرضى
إننا في صغر الأطفال وإن
كبرت أجسامنا طولا وعرضا
إننا عشاق غدرٍ وفسادً
وصنّاع رداءاتٍ وفوضى
وبانا رهط حقدٍ بعضنا
يطلب البعض ولا يطلب أرضا
|