السيد أحمد محمد الشامي يتحدث عن الفقيد
ورد في "كتاب من الأدب اليمني" للسيد أحمد محمد الشامي عن فقيدنا الراحل ما يلي:
"أظن أن الكثير من أدباء العرب في الحجاز ومصر والكويت بله أدباء اليمن الذين تيسر لهم قراءة الرحلة البردونية كانوا يتوقعون أن يسمعوا شيئا عن شاعرهم عبد الله عبد الوهاب نعمان صاحب الخرائد في كل فن من فنون الشعر.
لقد غني، وبكي ومدح أروع المدائح، وهجا أقذع الهجاء، وقال شعرا سياسيا على مستوى رفيع تناقلته المجالس، وتداولته الألسن، سرا حين تسؤ الظروف، وجهرا إذا أمكن الجهر!
ولست بصدد ترجمة شعراء اليمن فأسهب القول عن الشاعر الفنان عبدالله عبد الوهاب نعمان، فهو أشهر من نار على علم.
كان من طلائع الأحرار، وتوثقت عري المعرفة بيني وبينه حين كنا في عدن سنة 1944، أي منذ ثلاثين عاما، ثم كان ممن لطف الله بهم عندما اجتاحت النكبة سنة 1367 هجرية 1948 معظم الأدباء والشعراء وساقتهم إلى سجون حجة، فنجا وأصدر في عدن جريدة "الفضول" التي رفعت علم المعارضة من جديد، وأرهب صاحبها عبدالله بقلمه وبيانه وذلاقة لسانه ولدغات شعره الصوارم المصلتة فخفف من نزقها وأعادها إلى أغمادها.
ولا اعتقد أن أديبا يمنيا لايذكر "الفضول" وأيامها، بل أن اسمها قد أطلق عند الأصدقاء على الشاعر تلطفا وتحببا وتقديرا.
إن الشاعر "الفضول"بألمعية ذكائه، وبحكم تنقله، قد أستوعب خصائص الصفات البيانية والتعبيرية في لهجات الأدب الشعبية في جل المدن اليمنية مثل عدن وتعز وصنعاء، وصبها في قالب شعري يمثل وحدة الشعب اليمني الفنية شمالا وجنوبا، وكان بذلك وحيدا بين شعراء جيله.
ولا شك أن ما منحه الله إياه من حس فني موسيقي، قد نسق ينبوع الحب الشاعر في وجدانه الجياش فتراقص مسلسلا رقراقا يتماوج على أنغام ذلك الوتر الحنون، والصوت الرخيم، والتلحين المبدع للفنان الكامل الأديب الموهوب أيوب طارش شعر، ولحن، وفنان.! حظ لم يتيسر لأحد من شعراء اليمن المعاصرين إلا للشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان.
ديوانه- وانا أكتب هذه السطور- يهيئ للطبع ولن تخرج هذه الأبحاث إلا وقد تناولته الأيدي غير أني سأبرهن على دعواي: أن شعره قد مثل وحدة الشعب الفنية بذكرى ((أغنيتين)) من أشعاره الممزوجة والمتفرد بها، والتي لايتفاوت في الانفعال والتأثر بها أي قارئ، أو مستمع في عدن أو تعز أو صنعاء مثل قوله في لحن "من أجل عينيك"بصوت ((أيوب طارش))." |